top of page
  • Writer's pictureJoJo

بين الحرية الجنسية و المساس بالدين..ماذا تعرف عن النسوية الراديكالية الجزائرية

اذا سالت اي احد من الناس عن النسوية سيقول لك بكل بساطة بانها الحركة التي تناضل من اجل حقوق المراة. و هذا اساسا ما تنطوي عليه النسوية . يعرِّفُها معجم أوكسفورد بأنها: الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية. و هذا ما يؤخذنا للحديث عن انواع النسوية ، حيث تتفرع النسوية الى اتجاهات عديدة النسوية الاصلاحية، النسوية الليبرالية ،النسوية الاشتراكية، النسوية العربية، النسوية الاسلامية ...الخ كلها تخدم مصلحة المراة عبر الدفاع عن حقوقها ،تمكينها و تقديم الدعم لها ! الا حركة واحدة متطرفة و هي النسوية الراديكالية التي جائت في الستينات و تمثلت في الموجة الثانية من النسوية .

النسوية الراديكالية ترى أن المشكله الأساسية تكمن في كون الرجل يحاول السيطرة دائما على كل شيء وأنّ على المرأة أن تناضل من أجل حقوقها. وقد تطورت حلولهم كثيرا حتى اقترحوا إقامة مجتمع خاص بالنساء باعتبار أن المرأة في حالة عداء دائمة مع الرجل. و كذلك اخصاء الرجل ( لكي لا يستطيع الانجاب) وغيره من الافكار المتعصبة، و الغير منطقية. و هذه الحركة تشهد رواجا من قبل السحاقيات الاتي كنا من مدة قريبة من الزمن كفئة منبوذة من اغلب المجتمعات حتى الغربية منها. وتركز الراديكالية النسوية بشكل أساسي على جسد النساء وقضايا الجنسانية و صحة النساء و العنف ضدهم وقضايا الإنجاب والفروق بين النساء والرجال البيولوجية، وتبعات تلك الفروق على حياة النساء.

لقد ساعدت الظروف و طبيعة المجتمعات الاوروبية القائمة على التحرر و حرية الفرد على تبلور هذه الحركة و بروزها و لقيت وعاء يحتضن افكارها الراديكالية و يجب الذكر ان النسوية الراديكلية و النسوية بجميع انوعها لا تتطرق الى الدين بفعل ان هذه المجتمعات الغربية قد طلقت الدين منذ مدة كبيرة و هذا كان نتيجة استغلال الكنيسة للمراة و وصفها بانها اقل من الحيوان .

و بفضل العولمة و تقاطع العوالم بفعل التكنولوجيا و كذا اتفاقيات حقوق المراة مثل اتفاقية سيداو، ساهم بشكل كبير بابراز النشاط النسوي على الساحات السياسية و الاقتصادية و الاجتاعية و الجزائر على غرار بلدان العالم الثالث شهدت نشاط كبير ليس حديثا فقط بل منذ ايام الثورة الجزائرية المجيدة و احسن مثال على نظال المراة في هذه الحرب جنبا الى جنب مع الرجل وبل و قدمت تضحيات و شهيدات مثل حسيبة بن بوالعيد و مجاهدات هن رمز للنظال و الكفاح مثل ايقونة الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد . فمن منا لم يشهد الصورة التي تجمع بين هاؤلاء المناظلات الثلاثة ( جميلة بوحيرد، زهرة ظريف و حسيبة بن بوعلي).


ظهر نوع جديد من النسوية الجزائرية و هي الراديكالية . التي ليس لها مكان في المجتمع الجزائري نظرا لتركيبة المجتمع الدينية و كذا عاداته و تقاليده المحافظة و اغلب مطالبهم تتمحور ليس حول الحقوق الاساسية للمراة كالحق في التعليم و الحق في العمل ....الخ بل  مطالبهم تقوم على المطالبة بتغيير قانون الاسرة و المواد التي فيه، قانون الاسرة الذي مواده مستخلصة من الشريعة الاسلامية . هذا ما لقي استياء و استهجان كبير من الشعب الجزائري نساءا قبل رجال. هذا ماجعل مجموعة من الناشطات و النسويات الجزائريات ذو الاتجاه الاصلاحي التحرك من حسابهم على الانستغرام بتقديم تبرير للشعب الجزائري و كذا تبرئة من هذه المجموعة الراديكالية التي لا تمثل النسوية الجزائرية التي عرفت بنضالها الطويل لكسب ثقة المراة الجزائرية و تقدير الشعب الجزائري و كذا كسب احترام الحركة النسوية العالمية منددين في رسالتهم بالتفكير الراديكالي الذي تتسم به هذه الجماعة و التي قد تستفز سلمية الحراك الجزائري واعلانها الحرب على المجتمع الجزائري عبر المساس بدينه و تقاليده خصوصا المطالب التي تنادي بالزواج من غير المسلم و الحرية الجنسية للمراة فحسب تفكيرهم ان الدين هو السبب الرئيسي في تراجع المراة ويبقيها في العبودية للرجل . البعض يتهم هذه المجموعة الراديكالية بانها وضفت من طرف النظام للاخلال بالحراك و تشتيته و البعض الاخر يرى بانها فقط حركة وليدة تقليدا للغرب و للدول الليبرالية . بين الصح و الخطئ سنرى في قادم الايام هل هذه الحركة الراديكالية لها قدرة الصمود امام رفض شعبي ام ستختفي مع تصاعد التيار النسوي الاصلاحي الجزائري الذي يمثل المراة الجزائرية منذ القدم.



المراجع :

820 views0 comments
bottom of page